القائمة الرئيسية

الصفحات

صعوبات التعلم: الفقر وأثره على تعليم الأطفال

صعوبات التعلم: الفقر وأثره على تعليم الأطفال

يعاني العديد من الأطفال من صعوبات نتيجة للفقر، وبشكل خاص في معظم دول العالم الثالث في أفريقيا، ولكن توجد مستويات فقر مماثلة منتشرة في بلدان مختلفة حول العالم، ويرتبط انخفاض الأداء الأكاديمي مباشرة بالفقر بغض النظر عن مستوى الفقر، ويصعب إلى حد بعيد على الأطفال من خلفيات فقيرة تحقيق أي شيء، خاصة عندما يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى المدارس الجيدة وأدوات نجاح تعليمية مناسبة، وفي الحقيقة يؤثر الفقر على التعليم بشكل مباشر بأكثر من طريقة. 

 

1- الآثار الجسدية للفقر على التعليم

 

عند النظر إلى الآثار الجسدية، يلعب النظام الغذائي والتغذية دورًا مهمًا لأن الأطفال الفقراء نادرًا ما يحصلون على أي توازن غذائي بسبب تكلفة الطعام التي يمكن أن تكون مرتفعة وخاصة الخيارات الطازجة، ولا يمكن لهؤلاء الأطفال تحمل سوى الوجبات السريعة الرخيصة التي لا تضيف الكثير إلى صحتهم، ويأخذ هذا في الاعتبار أن المسؤوليات يمكن أن تكون هائلة إلى حد ما على الآباء حتى لو كانوا يشغلون وظائف متعددة، لأن الفواتير تأتي أولًا قبل الطعام، وعادةً ما يُترك الأطفال لإعالة أنفسهم، ومن هنا فإن ضعف الصحة يأتي نتيجة نظام غذائي غير مناسب؛ وهذا يعني أن الأطفال عرضة للأمراض التي لا يتم علاجها عادةً، لذلك يفتقد الأطفال الفقراء إمكانية الوصول إلى المدارس الجيدة بشكل كبير. 

 

يعاني الأطفال الجياع أو المرضى من مشاكل تتعلق بالقدرة على التركيز، لأن هناك أشياء كثيرة تدور في أذهانهم، لأنهم غير مستعدين جسديًا كما ينبغي للأنشطة المدرسية، ولن يفوت معظمهم النشاط المدرسي فحسب، بل وأي نشاط بدني يهدف إلى تحسين عقولهم وصحتهم الجسدية. 

 

2- الآثار المعرفية للفقر على التعليم

 

المستويات المعرفية للأطفال من خلفيات فقيرة ليست في أفضل حال، لأن لديهم عادةً فترات تركيز قصيرة ومعظمهم يتشتت بسهولة، مما يجعل من الصعب عليهم ملاحظة نوعية النشاط المدرسي بشكل فعَّال، ويبدو أن ضعف الذاكرة العملية (المؤقتة) وعدم القدرة على الربط بين الأسباب والنتائج - وهو أمر طبيعي لدى الأطفال العاديين - يحتلان أيضًا مركز الصدارة، وعادةً ما ينتج هذا عن التعرض البيئي لأشياء كثيرة مثل الرصاص الموجود في المباني والمنازل القديمة المتهالكة، كما أن من يعانون من أمراض غير معالجة مثل التهابات الأذن يمكن أن ينتهي بهم الأمر إلى فقدان السمع، مما يصعب عليهم التركيز أو فهم ما يتم تدريسه لهم.

 

3- الآثار الاجتماعية والعاطفية للفقر على الأطفال

 

بشكل عام، فإن الفقر يمكن أن يؤثر على الأطفال لدرجة الشعور بالإجهاد والافتقار إلى الأساسيات التي تحدث فرقًا، وذلك أن عقولهم تركز على المشاكل في المنزل أكثر من التركيز على النشاط المدرسي، وحتى التعليم الذي يمكنهم الحصول عليه لا يضيف قيمة كبيرة لحياتهم لأنهم يفتقرون إليه في معظم الأحوال، ولذلك يواجه هؤلاء الأطفال - بالإضافة إلى الآثار الجسدية والمعرفية - تحديات اجتماعية وعاطفية لا تؤثر فقط على تعليمهم ولكن على الطريقة التي ينظرون بها إلى الحياة بشكل عام، ومن هنا نجد ضرورة ماسة إلى الحد من حالات الفقر، خاصة فيما يتعلق بالتعليم حتى يتمكن جميع الأطفال من الاستمتاع بالتعليم لكي يصبحوا في أفضل حال وكما يتمنون، ولحسن الحظ تأتي العديد من المنظمات غير الربحية لمساعدة هؤلاء الأطفال.

 

**********

author-img
Arabic-Egyptian translator and blogger - I share my experience in a simple way that suits everyone..... (مترجم ومدون عربي مصري - أشارك خبرتي بأسلوب مبسط يناسب الجميع)

تعليقات